ج: الواجب الحذر من الإسراف والتبذير، أما الوليمة فهي سنة في العرس، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف:«أولم ولو بشاة»(١) وقد أولم النبي صلى الله عليه وسلم على زينب وليمة عظيمة، ودعا إليها الناس، من الخبز واللحم عليه الصلاة والسلام، وأولم على صفية بحيس من التمر والسمن والأقط، فالوليمة سنة، تارة تكون باللحم والطعام والخبز والرز وغير ذلك، وتارة بالحيس ونحوه بغير لحم، كالتمر والسمن والأقط، يقال له: حيس، أو بالثريد على حسب حال الناس، وقدرتهم، لكن لا يجوز الإسراف والتبذير، بل يجب الاقتصاد حتى لا يضيع الطعام، ولا يصرف في غير محله، أما إذا وضع طعاما للناس، وبقي شيء فإنه يتصدق به على الفقراء والمحاويج، ولا يلقى في القمائم، ولكن يتصدق به على المحتاجين، وإذا لم يوجد محتاج يوضع في مكان نظيف طيب، حتى تأكله السباع والدواب، أو يأخذه الناس لبهائمهم، ولا يلقى في القمامة، ولا في محل ممتهن، بل يوضع في محل نظيف، في محل بعيد، عن الامتهان حتى يأخذه من يحتاج
(١) أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب الوليمة ولو بشاة، برقم (٥١٦٧)، ومسلم في كتاب النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم القرآن وخاتم حديد، برقم (١٤٢٧).