للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسمع كلامك وينفعك وإن غاب عنك، وإن كان ليس بينك وبينه اتصال حسي معروف، لا من طريق الكتابة ولا من طريق الهاتف، ولا من طريق التلكس مثلا. بل تعتقد أنه سر كما يعتقد عباد القبور، وعباد الأوثان والأصنام. هذا هو الشرك الأكبر، وهذا الذي منعه الله ورسوله. أما الأشياء العادية بين الناس في تعاونهم بينهم، والله يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (١).

ويقول صلى الله عليه وسلم: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه (٢)» ويقول صلى الله عليه وسلم: «ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته (٣)» فالرسول - صلى الله عليه وسلم - وضح لنا أن التعاون مطلوب، كما وضحه الله في قوله عز وجل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (٤).

والنبي - صلى الله عليه وسلم - وضح ذلك أيضا فيما تقدم من الحديث: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته (٥)». فالتعاون بين المسلمين جائز بشرط أن يكون ذلك مع حاضرين يسمعون، أو بالوسائل المعروفة التي توصلهم كلامك ومرادك كتابة أو


(١) سورة المائدة الآية ٢
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، برقم ٢٦٩٩.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب المظالم والغصب، باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، برقم ٢٤٤٢.
(٤) سورة المائدة الآية ٢
(٥) مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩٩)، الترمذي القراءات (٢٩٤٥)، أبو داود الأدب (٤٩٤٦)، ابن ماجه المقدمة (٢٢٥)، أحمد (٢/ ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>