للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي وقال غيره: صفوان ينفذهم ذلك، فإذا للذي قال: فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضها فوق بعض فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض فتلقى على فم الساحر فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق فيقولون ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا للكلمة التي سمعت من السماء (٣)».

فالحاصل أن هذا ليس من عبد القادر وليس من الأموات ولكنه مما توحيه الشياطين إلى أوليائها من الإنس الأحياء فيكذبون ويقولون: هذا من عبد القادر وهذا من الرسول وهذا من فلان وكله كذب وافتراء ولا صحة له وقد يكون الشيطان كذب عليهم وقال: إن عبد القادر قال لهم كذا أو قال: أنا عبد القادر، أو قال: أنا الرسول صلى الله عليه وسلم يكذب عليهم كل هذا قد يقع فيأتي الشيطان فيتصور في غير صورة النبي صلى الله عليه وسلم، الشيطان لا يستطيع أن يتصور في صورته عليه الصلاة والسلام، ولا يتمثل في صورته لكن قد يأتي إلى بعض الناس في غير صورة النبي


(١) أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن، باب قوله تعالى: {إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين} برقم ٤٧٠١.
(٢) سورة سبأ الآية ٢٣ (١) {فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا}
(٣) سورة سبأ الآية ٢٣ (٢) {الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

<<  <  ج: ص:  >  >>