للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: نلاحظ في رسالة أخينا السائل أنه يكثر من قوله: إنه لم يرد في القرآن شيء عما يسأل عنه. . هل من تعليق عن هذا؟ جزاكم الله خيرا.

ج: نعم، هذا قول طائفة من الناس ترى أنه لا يحتج بالسنة، وإنما يحتج بالقرآن فقط، وأن السنة فيها الضعيف وفيها الصحيح، وأنها عندهم ملتبسة فلا يحتج بها، وهذا معناه عصيان قوله: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (١) ومعناه أطيعوا الله فقط، ولا تطيعوا الرسول، السنة هي أمر الرسول ونهيه عليه الصلاة والسلام، والله يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢) ويقول جل وعلا: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٣) «ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إني أوتيت القرآن ومثله معه (٤)» فهذه الطائفة التي ترى أن السنة لا يحتج بها جميعها طائفة كافرة وضالة.

فالواجب على من يعرفهم أن يهجرهم، وأن يعرفهم أنهم على باطل، وأنهم كفار بهذا العمل بإنكارهم السنة، يكفرون ويخرجون من دائرة الإسلام، بل يجب على كل مسلم أن يقبل السنة، وأن يعمل بما


(١) سورة المائدة الآية ٩٢
(٢) سورة النور الآية ٦٣
(٣) سورة الحشر الآية ٧
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين، حديث المقدام بن معدي كرب، برقم ١٦٧٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>