للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} (١) {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} (٢) يعني: من محمد عليه الصلاة والسلام، {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ} (٣) يعني: أوحى جبرائيل إلى عبد الله، هو محمد عليه الصلاة والسلام يعني معروفا من السياق، {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} (٤) {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} (٥) {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} (٦) {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (٧) {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} (٨) كل هذا في جبرائيل هذا هو الصواب، إنه السياق كله في جبرائيل لا في حق الله عز وجل، هذا هو الحق، وقد وقع في رواية شريك بن عبد الله بعض الأغلاط، وذكر ما يدل على أنه الله سبحانه وتعالى، ولكن أهل الحق من أئمة الحديث غلطوا شريكا في ذلك، فالصواب أن الآية في جبرائيل، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (٩) {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} (١٠) هذا جبرائيل عليه الصلاة والسلام، وكان رآه مرتين في صورته التي خلقه الله عليها، رآه في مكة ورآه عند السدرة، وله ستمائة جناح، كل جناح منها مد البصر، وهذا من آيات الله العظيمة سبحانه وتعالى، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: «سألت النبي عليه الصلاة والسلام: هل رأيت ربك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: رأيت نورا (١١)» وفي لفظ آخر «نور أنى أراه (١٢)» فبين عليه الصلاة والسلام أنه لم ير ربه وإنما رأى نورا، سئلت عائشة


(١) سورة النجم الآية ٨
(٢) سورة النجم الآية ٩
(٣) سورة النجم الآية ١٠
(٤) سورة النجم الآية ١٠
(٥) سورة النجم الآية ١١
(٦) سورة النجم الآية ١٢
(٧) سورة النجم الآية ١٣
(٨) سورة النجم الآية ١٤
(٩) سورة النجم الآية ١٣
(١٠) سورة النجم الآية ١٤
(١١) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله عليه السلام: " نور أنى أراه "، برقم ١٧٨.
(١٢) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله عليه السلام: " نور أنى أراه "، برقم ١٧٨، والإمام أحمد في مسنده، مسند الأنصار رضي الله عنهم، حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، برقم ٢٠٩٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>