للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابتل قبل أن يصل البيت، ولم يزل المطر إلى الجمعة الأخرى، ثم جاء ذلك الرجل أو غيره في الجمعة الأخرى، وقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يمسكها عنا فرفع يديه - صلى الله عليه وسلم - وقال: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر (١)» فانقشع السحاب ووقف المطر عن المدينة، وأجاب الله دعوته في الحال في الأولى والأخرى عليه الصلاة والسلام، وذلك من علامات نبوته، وأنه رسول الله حقا، عليه الصلاة والسلام، ففي حياته لا مانع أن يطلب منه أن يستغيث للمسلمين، فيشفع لهم وهكذا يوم القيامة، وهو بين أظهرهم يوم القيامة، يتوجه إليه المؤمنون ويسألون: أن يشفع حتى يريح الله الناس من هول الموقف، وحتى يقضي بينهم، ثم يطلب من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا الجنة، يشفع إلى الله بدخول أهل الجنة الجنة، هذا حق جاءت به النصوص، فإنه لا يطلب منه شيء، بل يصلى عليه، عليه الصلاة والسلام، وتتبع سنته ويعظم أمره ونهيه، أما أن يسأل شفاء المرضى، أو قضاء الحاجات عند قبره، أو في أي بلد، هذا الذي لا يجوز، هذا هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله على عباده، بقوله سبحانه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (٢)، وفي قوله عز وجل: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (٣)، وفي قوله


(١) البخاري الجمعة (٩٦٨)، مسلم صلاة الاستسقاء (٨٩٧)، النسائي الاستسقاء (١٥١٨)، أبو داود الصلاة (١١٧٤)، أحمد (٣/ ١٩٤).
(٢) سورة لقمان الآية ١٣
(٣) سورة المائدة الآية ٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>