للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما التوسل الشرعي فهو التوسل بأسماء الله وصفاته وتوحيده والإيمان به، هذا توسل شرعي، تقول: اللهم إني أتوسل بتوحيدك واتباع نبيك وطاعتي لك أن تغفر لي، اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا، اللهم إني أسألك بأنك الرحمن الرحيم، بأنك رب كريم، بأنك خالق كل شيء، فالتوسل بالله وبأسمائه وصفاته هذا مشروع، ومن هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد (١)»، هذا كله من التوسل الشرعي، اللهم إني أسألك بإيماني بك، وبمحبة نبيك أن تغفر لي، ومن هذا قوله عليه الصلاة والسلام في تعليمه لبعض الصحابة، لما علمهم أن يتوسلوا، علمهم أن يقولوا: «اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت (٢)»، وفي لفظ آخر: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم (٣)». كل هذا توسل بأسمائه وصفاته، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أقر الصحابة على ذلك، وذكر أن هذه توسلات من أسباب الإجابة في بعضها: «لقد سأل الله باسمه الأعظم (٤)». . فالتوسل بتوحيد الله، والإيمان بالله، وبأسماء الله، وبصفات الله توسل شرعي من أسباب الإجابة.


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسند الأنصار، حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه، برقم ٢٢٤٤٢، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم، برقم ٣٤٧٥.
(٢) الترمذي الدعوات (٣٤٧٥)، أبو داود الصلاة (١٤٩٣)، ابن ماجه الدعاء (٣٨٥٧)، أحمد (٥/ ٣٤٩).
(٣) النسائي السهو (١٣٠٠)، أبو داود الصلاة (١٤٩٥).
(٤) أخرجه النسائي في كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، برقم ١٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>