للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام: «الدعاء هو العبادة (١)» وقال لابن عباس: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله (٢)» فالواجب على أهل الإسلام الحذر من هذا الشرك، والتحذير منه والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. والواجب على العلماء في كل مكان أن يبينوا للناس هذا الأمر، وأن يرشدوهم إلى توحيد الله والإخلاص له، وأن يعلموهم أنواع الشرك حتى يحذروها، والواجب على الحكام أن يزيلوا آثار الشرك، وأن يزيلوا القبور من المساجد التي فيها القبور إذا كانت القبور حادثة، فإن كانت المساجد بنيت على القبور فالواجب أن تزال المساجد وأن تهدم، وأن تبقى القبور على حالها مقبرة ليس عليها مساجد، وهنا أمر قد يغتر به بعض الناس، وهو وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه في المسجد النبوي، فيقولون: هذا قبر النبي في المسجد. وهذا غلط؛ لأن الرسول لم يدفن في المسجد، دفن في بيت عائشة رضي الله عنها، وهكذا صاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما دفنا معه في بيت عائشة رضي الله عنها، ولم يدفنوا في المسجد، ولكن الوليد بن عبد الملك لما وسع المسجد في


(١) أخرجه أحمد في مسنده من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما، برقم (١٧٨٨٨)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم (١٤٧٩) والترمذي في كتاب الدعوات، باب منه، برقم (٣٣٧٢) وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، برقم (٣٨٢٨).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، برقم (٢٧٥٨) والترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه برقم (٢٥١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>