وصلى بالناس ركعتين، كبر عليه الصلاة والسلام، وقرأ الفاتحة، ثم قرأ قراءة طويلة - قال ابن عباس: تقدر بنحو سورة البقرة - ثم ركع وأطال الركوع، ثم رفع وقرأ قراءة طويلة أقل من الأولى، ثم ركع ركوعا طويلا أقل من الركوع الأول، ثم رفع وأطال دون الإطالة الأولى، ثم سجد سجدتين طول فيهما عليه الصلاة والسلام، ثم قام وقرأ وأطال، لكن دون قراءته السابقة، ثم ركع فأطال، لكن دون الركوعين السابقين، ثم رفع وقرأ، ولكن دون القراءة السابقة، ثم ركع الركوع الرابع وأطال فيه، لكن دون الركوع الذي قبله، ثم رفع وأطال، لكن أقل مما قبله، ثم سجد سجدتين طويلتين عليه الصلاة والسلام، ثم تشهد، قرأ التحيات وتشهد كالمتبع، ثم سلم، وخطب الناس ووعظهم عليه الصلاة والسلام، وأخبرهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، وقال: «إذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم (١)» وأمرهم بالصدقة والعتق عليه الصلاة والسلام، وأمر بالاستغفار والذكر - هذه السنة - حتى تنكشف الشمس أو القمر، والسنة الخطبة بعد ذلك كما فعلها النبي عليه الصلاة والسلام، إذا صلى الإمام يخطب الناس ويذكرهم ويبين لهم أحكام صلاة الكسوف، ويحذرهم من المعاصي
(١) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الصلاة في كسوف الشمس، برقم (١٠٤٠).