صلى على النجاشي لما حصل من الخير على يديه، في إيوائه الصحابة ونصره الحق، ثم دخل في الإسلام، فلهذا صلى عليه النبي لما بلغته وفاته، وقال: «صلوا على صاحبكم (١)» ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى على غيره من الناس، مع كثرة الموتى، في مكة وغيرها، فلهذا احتج جمع من أهل العلم أنه لا يصلى على الغائب؛ لأن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالنجاشي، وقال بعض أهل العلم: يصلى على الغائب وأن الأصل عدم الخصوصية، لكن من كان مثل النجاشي، عالم له أثر في الإسلام، أمير له أثر في الإسلام، ومنفعة للمسلمين، ليس على كل حال هذا له وجهه، والأحوط ترك ذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله مع الموتى الكثيرين عليه الصلاة والسلام.
(١) أخرجه أحمد في مسنده من حديث أبي سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد رضي الله تعالى عنه، برقم (١٦١٤٦) وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز باب ما جاء في الصلاة على النجاشي، برقم (١٥٣٧).