للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك (١)» هذا نهي عظيم؛ لوجوه ثلاثة:

أولا - ذم من فعل ذلك؛ اليهود والنصارى وغيرهم، وهذا تحذير من التشبه بهم.

الثاني - قوله: «فلا تتخذوا القبور مساجد (٢)» هذا نهي صريح: لا تتخذوا القبور مساجد.

الثالث - قوله: «إني أنهاكم عن ذلك (٣)» هذا أيضا تأكيد للنهي في قوله: «إني أنهاكم عن ذلك (٤)».

فالواجب الحذر، والسر في هذا - والله أعلم، كما هو معروف عند أهل العلم - أنه ذريعة للشرك، أن هذا البناء وهذا التصوير عليها من أسباب الشرك بها، واتخاذ أهلها آلهة مع الله، كما قد وقع لليهود والنصارى وغيرهم، فيجب الحذر من ذلك وأن لا يبنى على القبر، لا مسجد ولا غيره، ولا قبة ولا غيرها، ولا يدعى من دون الله، ولا يستغاث ولا يطاف به .... إلى غير ذلك، العبادة حق الله وحده، هو الذي يدعى ويرجى ويصلى له، ويسجد له وينذر له، ويذبح له، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي} (٥) يعني: قل يا محمد للناس: إن صلاتي: {وَنُسُكِي} (٦): ذبحي وعبادتي {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٧) {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (٨).


(١) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٢).
(٢) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٢).
(٣) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٢).
(٤) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٢).
(٥) سورة الأنعام الآية ١٦٢
(٦) سورة الأنعام الآية ١٦٢
(٧) سورة الأنعام الآية ١٦٢
(٨) سورة الأنعام الآية ١٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>