للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا قال جل وعلا في كتابه العظيم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (١) ولم يكن خلفاؤه الراشدون يفعلون ذلك، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ (٢)» وابن عمر له اجتهادات خالف فيها السنة فمن ذلك أنه كان يغسل داخل عينيه، وهذا خلاف السنة، وهذا من اجتهاده رضي الله عنه، ومن ذلك أنه كان إذا حج واعتمر يأخذ من لحيته ما زاد على القبضة، وهذا خلاف السنة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى (٣)» خرجه البخاري في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: «قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين (٤)» متفق على صحته، وكان يأخذ ماء لأذنيه، والسنة أن تمسح الأذنان بماء الرأس، فالحاصل أنه له اجتهادات رضي الله عنه لا يوافق عليها من جهة السنة، فهكذا ما يروى عنه من


(١) سورة الأحزاب الآية ٢١
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب لزوم السنة، برقم (٤٦٠٧) والترمذي في كتاب العلم عن رسول الله، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع برقم (٢٦٧٦) وابن ماجه في كتاب المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين برقم (٤٢) واللفظ لأبي داود.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب اللباس، باب تقليم الأظافر برقم (٥٨٩٢) ومسلم في كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة برقم (٢٥٩) واللفظ لمسلم.
(٤) أخرجه البخاري في كتاب اللباس، باب تقليم الأظافر برقم (٥٨٩٢) ومسلم في كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة برقم (٢٥٩) واللفظ لمسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>