الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما (١)» كل هذا من حقهما، نوصيك أيها السائل بكثرة الدعاء لوالديك لأبيك ولأمك، والصدقة عنهما كذلك بالقليل والكثير على الفقراء والمحاويج، ولا سيما فقراء الأقارب بالنية عن والدك أو عن والديك جميعا، وعن نفسك معهم كذلك، وإذا كان له وصية شرعية تنفذها، كالإيصاء بالثلث أو الربع في أعمال البر، في وجوه الخير، في ضحايا، في حج، في صدقات، عليك التنفيذ كذلك صلة الأقارب من أعمامك وبني عمك وأجدادك، تصلهم وتحسن إليهم بالهدية، بالصدقة بالدعاء، بالزيارة، كذلك الأصدقاء، إذا كان لأبيك أصدقاء تكرمهم وتحسن إليهم، كل هذا من حق والدك، ومن حق أمك أيضا، أما القراءة لهما فغير مشروعة، لم يذكر الشرع القراءة للأموات، فاقرأ لنفسك، وتقرأ وتسأل ربك أن يتقبل منك، وأن يثيبك، أما إهداء القرآن إلى غيرك فلا، لأنه لم يرد في الشرع لكن الدعاء للوالدين والصدقة عنهما، الحج عنهما، العمرة عنهما بعد وفاتهما، كل هذا طيب، إكرام أصدقائهما بالصدقة، بالزيارة، إكرام أقاربك من أبيك وأمك من أعمام، عمات، أخوال وخالات وغيرها، كل هذا من بر والديك، وفق الله الجميع.
(١) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب باب في بر الوالدين برقم (٥١٤٢) وابن ماجه في كتاب الأدب، باب صل من كان أبوك يصل، برقم (٣٦٦٤).