للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: هذا السائل يقول: سماحة الشيخ، أنا لدي بنت عمرها ست سنوات وكنت أحبها وأغليها، وقد توفاها الله في العام الماضي، وما زلت أبكي عليها وأندب، وخيالها معي ليلا ونهارا، فما حكم بكائي عليها حيث إنني متعلق بها يا سماحة الشيخ (١)؟

ج: الواجب عليك الصبر، وسؤال الله أن يعوضك خيرا منها، الله جل وعلا قال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٢)، قال جل وعلا: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (٣) {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (٤) {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (٥)، ويقول صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرا منها (٦)» ولما مات أبو سلمة رضي الله عنه أمر النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها بالصبر والاحتساب، وقال: «اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، وافسح له في قبره ونور له فيه (٧)» وأمرهم بالصبر والاحتساب، فالمؤمن يصبر ويحتسب،


(١) السؤال الرابع والأربعون من الشريط رقم (٤٢٩).
(٢) سورة الزمر الآية ١٠
(٣) سورة البقرة الآية ١٥٥
(٤) سورة البقرة الآية ١٥٦
(٥) سورة البقرة الآية ١٥٧
(٦) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند المصيبة برقم (٩١٨).
(٧) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر، برقم (٩٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>