للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرحمة، ويتذكر بهذا أنه صائر لما صاروا إليه، وأن الموت لا بد منه حتى يستعد، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة (١)» وكان يعلم أصحابه رضي الله عنهم، يقول لهم إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية (٢)» وفي رواية: «يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين (٣)» ولا يشد الرحال، بل هذا في البلد؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن شد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: «المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى (٤)» هذه التي تشد لها الرحال، فالقبور لا يشد لها الرحال، لكن إذا زار القبور في بلده، أو زار بلدا للتجارة أو لغيرها، وزار قبورها هذا مستحب، وفيه خير عظيم، أما النساء، فقد جاء في الأحاديث: «لعن الله زائرات القبور (٥)» فلا يزرن القبور؛ لأنه جاء في


(١) أخرجه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور، برقم (١٥٦٩).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقول عند دخول القبور والدعاء لأهلها، برقم (٩٧٥).
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، برقم (٩٧٤).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، برقم (١١٨٩)، ومسلم في كتاب الحج، باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، برقم (١٣٩٧).
(٥) أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب في زيارة النساء القبور، رقم (٣٢٣٦)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر مسجدا، برقم (٣٢٠)، والنسائي في كتاب الجنائز، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور، برقم (٢٠٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>