للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحابة، مثل: «لبيك وسعديك والخير كله بين يديك، والشر ليس إليك» (١) ومثل: «لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا» (٢) وما أشبه ذلك كله حق لا بأس به، لكن التلبية التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ولازمها أفضل من غيرها، ولما كانت أسماء بنت عميس قد ولدت في ذي الحليفة ابنها محمد بن أبي بكر، واستفتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أمرها أن تغتسل وتلبي، وهي في نفاسها (٣)، فدل ذلك على أن المرأة إذا كانت في النفاس تلبي، وهي في النفاس لا بأس، وهكذا الحائض إذا جاءت الميقات وهي حائض تلبي، تغتسل؛ لأن الرسول أمرها بالاغتسال، أمر أسماء بالاغتسال، وأمر عائشة لما حاضت وأرادت التلبية بالحج قرب مكة، فأمرها أن تغتسل، فالمقصود أنه صلى الله عليه وسلم أمر النفساء والحائض بالاغتسال عند الإحرام، وهو سنة للجميع، ولو كان لا يرفع الحدث في حق الحائض، حتى تنتهي، لكنه فيه النظافة والنشاط، وعائشة رضي الله عنها لما وصلت مكة محرمة


(١) أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب التلبية وصفتها ووقتها، برقم (١١٨٤)، ولفظ الحديث لبيك وسعديك والخير بيديك لبيك والرغباء إليك والعمل.
(٢) أخرجه البزار في المجمع (ج١٣ ص ٢٦٥)، برقم (٦٨٠٣).
(٣) أخرجه النسائي في كتاب مناسك الحج، باب الغسل للإهلال، برقم (٢٦٦٤). ') ">

<<  <  ج: ص:  >  >>