للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} (١)، وقال: {إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (٢)، {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (٣) فالعباد لهم أفعال، يأمرون وينهون، ويسافرون ويقيمون، ويصلون وينامون، ويعادون ويحبون، لهم أعمال لكنهم لا يخرجون عن قدر الله، الله قدر الأشياء في سابق علمه سبحانه وتعالى، لا يخرجون عن قدر الله، لكن ليسوا مجبورين، بل هم مختارون، لهم اختيار ولهم عمل، ولهذا خاطبهم الله وأمرهم ونهاهم، وأخبر عن أعمالهم: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (٤) {عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٥)، {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (٦)، «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم (٧)»، لأهل بدر إلى غير ذلك.

فالواجب على المؤمن أن يعرف هذا، فأهل السنة والجماعة يقولون: العبد مختار، له فعل وله اختيار، وله إرادة وله عمل، لكنه لا يخرج عن قدر الله، ثبت في الحديث الصحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:


(١) سورة المدثر الآية ٥٥
(٢) سورة البقرة الآية ١١٠
(٣) سورة النور الآية ٣٠
(٤) سورة الحجر الآية ٩٢
(٥) سورة الأعراف الآية ١٣٩
(٦) سورة النور الآية ٣٠
(٧) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب الجاسوس، برقم ٣٠٠٧، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بدر رضي الله عنهم، برقم ٢٤٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>