قامت وقعة الولجة بين الفرس والمسلمين بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه، والولجة مكان في العراق، وسميت المعركة باسمه لوقوع الأحداث فيه. وتبدأ أحداثها حين اضطرب البلاط الملكي في فارس من جراء انتصارات العرب, وتحدثوا فيما بينهم بأنه يجب محاربة العرب بعرب مثلهم يعرفون خططهم الحربية, فجند الملك جيشاً عظيماً من قبيلة بكر بن وائل والقبائل الأخرى الموالية له, تحت قيادة قائد مشهور منهم يدعى الأندرزغر, وكان فارسيا من مولدي السواد. وأرسل بهمن جاذويه في أثره ليقود جيوش الملك, وحشر الأندرزغر من بين الحيرة وكسكر ومن عرب الضاحية, وتقدمت الجيوش المتحدة فاشتبكت مع خالد بن الوليد في الولجة بالقرب من ملتقى النهرين ودار بينهما قتال طويل عنيف, انتصر المسلمون فيه بفضل الله تعالى ثم بفضل تدابير قائدهم الذي باغت العدو وأجهده بكمين في ناحيتين, وكمين من الخلف, وكانت الهزيمة كاملة؛ ففر الفرس وفر العرب الموالون لهم, بعد أن قتل وأسر منهم عدد عظيم, ومضى الأندرزغر منهزما, فمات عطشا في الفلاة, وبذل خالد الأمان للفلاحين؛ فعادوا وصاروا ذمة, وسبى ذراري المقاتلة ومن أعانهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً