ذكر ياقوت الحموي أن تبوك موضع بين وادي القرى والشام. وقال ابن حجر:(كانت غزوة تبوك في شهر رجب من سنة تسع قبل حجة الوداع بلا خلاف .. ). وقيل سميت بغزوة جيش العسرة نسبة إلى الحديث الذي رواه البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه حيث قال:(أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله الحملان لهم إذ هم معه في جيش العسرة، وهي غزوة تبوك .. ) وحديث أبي موسى رضي الله عنه فيه دلالة على ما كان عليه الصحابة من العسر الشديد في المال والزاد والركائب، كما روى مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه ما وقع للمسلمين في طريق هذه الغزوة من نقص في الزاد حتى مصوا النوى وشربوا عليه الماء، وفي رواية أخرى لمسلم أنهم استأذنوا الرسول صلى الله عليه وسلم في نحر مطاياهم ليأكلوا. وقد قال الله تعالى:(لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة). قال ابن كثير:(فعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال الروم؛ لأنهم أقرب الناس إليه؛ وأولى الناس بالدعوة إلى الحق لقربهم إلى الإسلام وأهله، وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين)) وقد بين صلى الله عليه وسلم وجهة هذه الغزوة، كما عند مسلم عن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي). والمشهور والراجح أن جيش تبوك كان ثلاثين ألفا، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يلق حربا من الأعداء، فرجع إلى المدينة منتصرا بعد أن أقام بتبوك عشرين ليلة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً