إن التضارب في المفارقات حول سيرة عرفات وجذوره , وفي الأحداث التي تدور على الساحة الفلسطينية تأخذ أبعادا أكبر من مجرد مكان ولادته ونشأته , إلى جوانب أخرى تتعلق بما ذكره باحثون وصحفيون وسياسيون وشخصيات مقربة منه وموالية له, تضيف بعدا في الجذور التي لازالت غامضة لياسر عرفات. فاسمه الحقيقي: عبد الرؤوف عرفات عبد الرحمن القدوة. واسمه الحركي: ياسر عرفات أبو عمار ولد في القاهرة / حي السكاكين / حارة اليهود / بتاريخ ٢٤/ ٠٨/١٩٢٩. والقدوة (عائلة يهودية من أصل مغربي حسب المرجعية الإسلامية لآل الحسيني في المغرب). وجده عبد الرحمن القدوة / قدم من المغرب إلى القدس في أواخر القرن التاسع عشر وكانت الدولة العثمانية تمنع الحجاج اليهود من الإقامة في مدينة القدس أكثر من ثلاثة أيام. فأعلن عبد الرحمن القدوة إسلامه بعد ثلاثة أيام وبقي ملازما للشيخ عصام السعيد في المسجد الأقصى يعينه في كل ما يطلب منه , ثم تزوج ابنته – وكانت عانسا ومقعدة – فأنجبا ولدا واحدا أسمياه عرفات. الذي نشأ في القدس وعمل خادما بين عائلة السعيد وعائلة الحسيني وكان شبه منبوذ بسبب أصل والده وكان يدير شركة في القدس لبيع القبعات الدينية للمهاجرين اليهود فأحرق الفلسطينيون محله وبيته , فهرب إلى غزة وتزوج زهوة أبو السعود إحدى بنات عائلة القدوة وأسس مرة أخرى شركة لبيع القبعات الدينية للمهاجرين اليهود, فهدده الغزاويون بالقتل وحرقوا منزله فهرب إلى القاهرة وأقام في حارة اليهود وافتتح حانوتا لتجارة الأجبان. أما زوجة ياسر عرفات فهي: سهى الطويل التي تنتمي لعائلة نصرانية من القدس , والدها صاحب ومؤسس المصرف العثماني , وجدها كان أحد كبار الإقطاعيين في فلسطين. التحق ياسر عرفات بفرقة اغتيالات حاولت قتل الحاج أمين الحسيني لصالح اليهود , وعندما تم اكتشافه هرب إلى القاهرة ١٩٤٧ وصار عضوا في جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة الحلمية بالقاهرة ١٩٤٧. ورئيسا رابطة طلبة فلسطين في جامعة الملك فؤاد الأول ١٩٥٢. ثم التحق بجهاز الموساد الإسرائيلي في دفعة ايليا كوهين ١٩٥٢. وعين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ٠٦/ ٠٩/١٩٦٩. ورئيسا لسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني منذ اتفاق أوسلو ١٣/ ٠٩/١٩٩٣. وكان قد زج بنفسه في صفوف الثوار حتى أصبح رئيسهم، وفي يوم الثلاثاء ١٢ أكتوبر ٢٠٠٤ ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب عرفات كما قرر أطباءه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، والتهاب في المعدة أصيب به منذ تشرين أول أكتوبر ٢٠٠٣. وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفا عاما وتقلبا في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني. وتدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في نهاية أكتوبر ٢٠٠٤، قامت طائرة مروحية على نقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في ٢٩ أكتوبر ٢٠٠٤. وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوبا بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن مما ألم به. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الأنباء الغربية تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين، وقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي في ٤ نوفمبر ٢٠٠٤ عن نبأ موت الرئيس عرفات سريرياً وأن أجهزة عرفات الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الالكترونية لا عن طريق الدماغ. وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في ١١ نوفمبر ٢٠٠٤. وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته. وأفاد التقرير أن الوفاة نتجت عن نزيف دموي شديد في الدماغ. ولم يتمكن كادر الأطباء المختصين، كل في مجاله من التوصل إلى سبب أو مرض معروف يؤدي إلى الحالة السريرية، التي أدت في النهاية إلى وفاة الرئيس ياسر عرفات. وتضاربت الأقوال كثيرا في وفاة ياسر عرفات، ويعتقد الكثيرون بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم أو بإدخال مادة مجهولة إلى جسمه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً