في عام ١٩١٩م ساهم المثقفون والفئات الواعية من الأكراد في حركة التحرر الوطني التي تزعمها مصطفى كمال ولا سيما من خلال جمعية الدفاع عن حقوق الأناضول الشرقي أي (كردستان تركيا)، اعتقادا منهم بأن مساهمتهم مع إخوانهم الأتراك في الكفاح ضد الاستعمار ستؤدي إلى نيل حقوقهم القومية وحضر اجتماع المجلس الوطني التركي الكبير في أنقرة عام ١٩٢٠م اثنان وسبعون نائبا كرديا تعاونوا مع مصطفى كمال كممثلين عن كردستان. ولم يتأخر مصطفى كمال والكماليون عموما في تقديم الوعود والعهود للأكراد لنيل حقوقهم القومية بل إنهم كانوا يرددون بصوت عال بأن تركيا وطن الأتراك والأكراد: الأتراك والأكراد شركاء في هذا الوطن ولكن سرعان ما استتب للكماليين الحكم في تركيا الجديدة حتى تنكروا لوعودهم وعهودهم للأكراد، وأعلنوا على لسان وزير العدل أن ليس لغير الأتراك في تركيا إلا أن يكونوا عبيدا، ولم يعد أمام الأكراد والحالة هذه إلا الثورة المسلحة دفاعا عن وجودهم فكانت ثورة ١٩٢٥م بقيادة الشيخ سعيد والدكتور فؤاد في ديار بكر، تلك الثورة التي لاقت صدا قويا وعنيفا ودمويا، وقد دلت الإحصائيات الأولية أن القوات التركية دمرت ٨٧٥٧ بيتا و٢٠٦ قرى وقتلوا حوالي نصف مليون كردي وفي عام ١٩٢٧ ثار الأكراد مرة أخرى بعد تشكيل حزب خويبون (الاستقلال) ثورة اندلعت أولا في جبال آرارات بقيادة الجنرال إحسان نوري باشا، واستمرت هذه الثورة حتى عام ١٩٣٠م حين استطاعت القوات التركية إجبار الثوار على اللجوء إلى إيران. وفي ١٩٣٧م اندلعت ثورة كردية في درسيم (شمال كردستان) قارعت الجيوش التركية زهاء سنتين. وبعث أهالي درسيم إلى عصبة الأمم في نوفمبر/ تشرين الثاني ١٩٣٧م طلبا يحتجون فيه على إجراءات الحكومة التركية بغلق المدارس الكردية وتحريم استعمال اللغة الكردية وحذف كلمتي كرد وكردستان من جميع المطبوعات والكتب، وتهجير الأكراد إلى مناطق تركيا. وأعلنت تركيا في عام ١٩٤٦م بأن لا وجود في تركيا لأقلية كردية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً