إن الأمير مودود بن زنكي صاحب الموصل، هو من جملة الأمراء والنواب الذين قدموا لقتال الفرنج بالشام، ولما دخلوا دمشق دخل الأمير مودود يوم الجمعة إلى جامعها ليصلي فيه فجاءه باطني في زي سائل فطلب منه شيئا فأعطاه، فلما اقترب منه ضربه في فؤاده فمات من يومه رحمه الله، وقيل: بل كان قتله عام ٥٠٥ هـ وقيل: كان قتله بتحريض من طغتكين التركي. وقيل: إن الباطنية بالشام خافوه وقتلوه، وكان يومها صائما. ودفن مودود بدمشق في تربة دقماق صاحبها، وحمل بعد ذلك إلى بغداد، فدفن في جوار أبي حنيفة، ثم حمل إلى أصبهان، وقيل: إن بغدوين ملك بيت القدس الصليبي كتب كتابا فيه إن أمة تقتل عميدها يوم عيدها في بيت معبودها لحقيق على الله أن يبيدها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً