بعد أزمة أرتيريا مع الحبشة وقرار هيئة الأمم عام ١٣٧٠هـ بقيامها باتحاد لا مركزي مع الحبشة وهذا يعني أن تتمتع أرتيريا بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية في الشؤون الداخلية وأما خارجيا فمرتبطة بالحبشة وكذلك ماليا ودفاعيا، ولم ترض الحبشة كليا بدمج أرتيريا بها بل تريد ابتلاعها كأرض لها، فأمر الإمبراطور الحبشي جيشه عام ١٩٥٢م باحتلال أرتيريا وتواطأت بريطانيا معها علنا فسلمت ثكناتها وعين الإمبراطور هيلا سيلاسي صهره أند لكاتشو ماساي ممثلا له في أرتيريا. واستلمت الحبشة بالتواطؤ مع البريطانيين على كافة الممتلكات الإيطالية التي تخص الحكومة الأرتيرية واستولت كذلك على سكك الحديد والجمارك والبريد والبرق وسائر المواصلات والمطارات والموانئ ومصانع الملح، ثم أسست محاكم خاصة أذاقت الشعب الأرتيري الويلات وملأت السجون بأبناء الشعب، وحرمت تدريس اللغة العربية ومنعت دخول الكتب العربية والمدرسين الوافدين من الدول العربية ونصبت علم الحبشة مكان العلم الأرتيري ثم وطدت علاقتها باليهود في فلسطين وأسكنت النصارى في أماكن المسلمين، وفي ١٧ جمادى الآخرة ١٣٨٢هـ / ١٤ تشرين الثاني ١٩٦٢م أصدرت الحكومة الحبشية قرارا باحتلال أرتيريا عسكريا وضمها إلى أملاكها رسميا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً