[انتصار المماليك على البرتغاليين وطردهم من اليمن.]
العام الهجري:٩٢١
العام الميلادي:١٥١٥
تفاصيل الحدث:
بعد قيام العثمانيين بالقضاء على الدولة المملوكية في مصر بدءوا بالاستعداد لمنازلة البرتغاليين في البحار الشرقية بوجه عام والبحر الأحمر بوجه خاص ليتصدوا بذلك للمشاكل الاقتصادية والسياسية التي واجهوها بعد قيام البرتغاليين بتحويل طريق التجارة البحرية عبر البحر الأحمر والخليج العربي إلى رأس الرجاء الصالح من ناحية ولمواجهة تحالف البرتغاليين مع الدولة الصفوية في إيران التي كانت علاقتها عدائية بالدولة العثمانية من ناحية ثانية ولصد الخطر البرتغالي الذي يهدد الأماكن المقدسة في الحجاز من ناحية ثالثة حيث أصحبت مواجهة العثمانيين للبرتغاليين ضرورة حتمية. فاتصل السلطان بدر أبو طويرق بهم بعد أن أصبحوا أكبر قوة إسلامية في ذلك الوقت معلنا ولاءه للدولة العثمانية واستعداده للدخول في طاعتهم بدافع الحصول على الأسلحة النارية وعلى الدعم العسكري منهم لصد الهجمات البرتغالية على بلاده وقهر خصومه المحليين الذين ينازعونه السلطة والنفوذ في حضرموت وقد تمكن من تحقيق ذلك بالفعل ففي شهر جمادى الآخر سنة ٩٢٦هـ وصلت إلى مدينة الشحر بساحل حضرموت فرقة من الجنود العثمانيين بقيادة ضابط كبير يسمى رجب وكان وصولهم تتويجا للاتصالات التي أجراها السلطان بدر أبو طويرق مع الضباط العثمانيين خلال مرورهم بالقرب من ساحل مدينة الشحر في أثناء فترة وجودهم ضمن قوة المماليك الموجودة في منطقة زبيد باليمن والتي أعلنت الاعتراف بالسيادة العثمانية بعد سقوط دولة المماليك في مصر. وأخذت علاقة السلطان بدر أبو طويرق بالدولة العثمانية تزداد يوما بعد يوم ففي أواخر سنة ٩٣٦هـ توقفت حملة القائد العثماني مصطفى بيرم المتجهة إلى الهند للتصدي للبرتغاليين في ميناء الشحر بسبب رداء الأجواء الملاحية وعقب توقفها خرج الضابط صفر سلمان إلى المدينة بعد أن استأذن من السلطان بدر أبو طويرق حاملا معه خلعة وكساء قدمها هدية للسلطان بدر أبو طويرق نيابة عن قائد الحملة مصطفى بيرم وقد أحسن السلطان استقبالهم وضيافتهم وعند مغادرة الحملة لميناء الشحر في ٤ محرم سنة ٩٣٧هـ طلبوا من السلطان بدر أبو طويرق السماح لمركب لهم قد تأخر في اللحاق بالحملة ويحمل نساءهم وأبناءهم بالبقاء في الشحر وبوصول ذلك المركب إلى ميناء الشحر أنزل السلطان بدر أبو طويرق من فيه تحت رعايته بمدينة الشحر. من نفس السنة غادر مصطفى بيرم بحملته من ميناء الشحر إلى الهند وأبقى مائة جندي من العثمانيين تحت قيادة الضابط صفر سلمان لمساعدة السلطان بدر أبو طويرق في حربه التي كان يخوضها مع أعدائه في حضرموت الداخل على أن يلحقوا به بعد ذلك وفي ١٥ رجب من نفس السنة غادر صفر سلمان ومن تبقى معه من الجنود العثمانيين مدينة الشحر متجها إلى الهند. وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني أرسل العثمانيون حملة عسكرية في سنة ٩٤٥هـ بهدف ضرب البرتغاليين في ميناء ديو بالهند الذين كانوا يعيثون فسادا في موانئ البحر الأحمر والبحر العربي بينما كان الغرض الحقيقي من ورائها هو السيطرة على بلاد اليمن وكانت الحملة تتكون من عشرين ألف جندي تحملهم ثمانون سفينة بقيادة سليمان باشا الخادم أحد المماليك المقربين من السلطان العثماني سليمان القانوني. وكان قد سبق وصول هذه الحملة إلى سواحل حضرموت وصول وفد عثماني إلى مدينة الشحر في شهر ربيع الأول سنة ٩٤٤هـ يتكون من ثلاثين فردا بقيادة الأمير فرحات الشوباصي بقصد إطلاع حكام حضرموت على مهمة الحملة العثمانية بقيادة سليمان باشا الخادم والمتمثلة في محاربة البرتغاليين في المحيط الهندي والبحار الشرقية وحماية البلاد العربية من اعتداءاتهم وإعادة خط التجارة العالمي إلى ما كان عليه قبل اكتشاف رأس الرجاء الصالح وكان من ضمن أهداف هذا الوفد التعرف على مصداقية حكام حضرموت وولائهم للدولة العثمانية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً