إن جنكيز خان كان من ولده جغطاي الذي استقر في تركستان وبقيت أسرته تحكم هذه المنطقة وكان توغلق تيمور أحد الملوك المغول قد استقر في أعمال تركستان الشرقية عام ٧٤٨هـ وأعلن أنه حفيد داود خان وضم إليه بلاد ما وراء النهر ودخلت في أيامه أعداد كبيرة من المغول إلى الإسلام، ثم إن والي سمرقند تحرك نحو مدينة هراة واحتلها، ثم إنه اغتيل واختلف الأهالي وعمتهم الفوضى فوصل الخبر إلى توغلق تيمور فسار بقوة نحو سمرقند ففر من وجهه بعض الأمراء الذين كانوا يظهرون العصيان، ثم إن تيمورلنك وخوفا من تهديم البلدة تقدم إلى قائد طليعة جيش المغول وأكرمه فأمر هذا الضابط جنده أن لا يمسوا هذه البلدة بسوء كما طلب من تيمورلنك أن يسير معه إلى الخان توغلق تيمور فكافأه الخان وجعله واليا على مدينة كش، وأما تيمورلنك فإنه ينتمي إلى قبيلة البرلاس التركية، وقد كان أحد أجداده وهو قراجا رنويان قد دعم جنكيز خان فأحبه وجعله وصيا على ابنه جغطاي فبرز بين المغول وعرف، أما تيمورلنك فولد عام ٧٣٦هـ في كش واسمه تمرلنك وقيل تيمور - كلاهما بمعنى واحد، والثاني أفصح، وهو باللغة التركية الحديد - بن أيتمش قنلغ بن زنكي بن سنيا بن طارم بن طغريل بن قليج بن سنقور بن كنجك بن طغر سبوقا بن التاخان، المغولي الأصل، من طائفة جغتاي، الطاغية تيمور كوركان، أعني باللغة العجمية صهر الملوك، وأعطى توغلق تيمور إمرة سمرقند كذلك إلى تيمورلنك على أن قائد الجيش فيها هو إلياس ابن توغلق الذي أساء السيرة بسمرقند فحدث الخلاف بينهما فطلب إلياس من أبيه أن يقتل تيمورلنك الذي هرب بعد أن وصله الخبر وجمع حوله الأنصار وعاد فحارب المغول وصادف ذلك موت توغلق فانسحب إلياس إلى تركستان ليتسلم الملك بعد أبيه فترك ما وراء النهر فأصبحت كلها في قبضة تيمورلنك، واتخذ من سمرقند عاصمة له.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً