[تأسيس حزب الوفد المصري المطالب بالاستقلال والمظاهرات بمصر ومنها المظاهرة النسائية التي خلع فيها الحجاب الإسلامي.]
العام الهجري:١٣٣٦
العام الميلادي:١٩١٧
تفاصيل الحدث:
انتهت الحرب العالمية الأولى وخرجت إنكلترا ومن معها منتشين بالنصر، وكانت تمني المصريين بمنحهم الاستقلال فور انتصارهم في الحرب، ولما كان الاحتلال مكلفا أكثر من إبقاء الدولة تابعة لها بوضع أناس يخضعون إدارتها فتحصل على ما تريد دون خسائر بشرية ولا خسائر اقتصادية، فأظهرت اللين وأبدت الاستعداد لفكرة الاستقلال وهيئت الأناس المناسبين لها لهذا العمل الجديد فأوحت لسعد زغلول بالتحرك فدعا لاجتماع في صفر ١٣٣٧هـ تمخض عن المطالبة بالاستقلال وتشكيل وفد للسفر إلى باريس لعرض القضية على مؤتمر الصلح وتشكل الوفد من سعد زغلول وعلي الشعراوي وعبدالعزيز فهمي، ولكن الأمر لابد له من ضجة وضوء ليبدو طبيعيا فقامت إنكلترا بمنع الوفد من السفر وقبضت على سعد زغلول وغيره ونفي إلى مالطة فأصبح بطلا وطنيا وقامت المظاهرات ومنها المظاهرة النسائية المشهورة التي قادتها هدى شعراوي وخلعت فيها الحجاب وأحرقت صفية فهمي زوجة سعد زغلول حجابها وفعل بعض الساذجات المغفلات مثلهن وكأن الحجاب فرضته إنكلترا حتى يكون هذا مظهرا من التنديد بالاستعمار وقامت المظاهرات بالتخريب والتدمير بلا هدف ولا مبرر ليس إلا التقليد الأعمى فهم يدمرون بلادهم هم لا بلاد العدو بل وسمي هذا الميدان فيما بعد ميدان التحرير، واستقالت الوزارة واندلعت الثورة في أرجاء مصر واعترفت أمريكا بالحماية الإنكليزية على مصر، ثم رفع الحظر على السفر وأطلق سراح المنفيين في مالطة فتألف وفد جديد ضم سعد زغلول وعلي الشعراوي وسينوت حنا وجورج خياط وغيرهم، وفي ١١ رجب ١٣٣٧هـ / ١١ نيسان ١٩١٩م غادر الوفد البلاد ووصل باريس وبدأ الاتصال بالمسؤولين في مؤتمر الصلح غير أن الأمور كانت مرتبة وجاهزة كما يريد الصليبيون وحدثت اضطرابات بمصر واتفقت كلمة شعب مصر أن الرأي للمفاوضين في باريس ولهم القرار ورفض أي منهم المفاوضة داخل مصر بغياب الوفد المصري، فسافرت لجنة ملنر التي جاءت إلى مصر للمفاوضة إلى لندن ودعت المفاوضين للسفر من باريس إلى لندن للمفاوضة معهم، وتبين أن أعضاء الوفد متفاوتون في درجة رضوخهم للمفاوضات وشروطها فرجع البعض لمصر وبقي البعض منهم سعد زغلول، وبقيت الأمور بين أخذ ورد وكل ذلك تصر إنكلترا على إبقاء حامية إنكليزية في مصر وفشلت المباحثات، ثم جرى اتفاق بين المعتمد البريطاني في القاهرة وبين عبدالخالق ثروت وعدلي يكن وإسماعيل صدقي وذلك في ١٤ جمادى الأولى ١٣٤٠هـ / ١٢ كانون الثاني ١٩٢٢م نص الاتفاق على تأليف وزارة برئاسة عبدالخالق ثروت شريطة موافقة الحكومة البريطانية على نقاط منها إلغاء الحماية والاعتراف بمصر مستقلة وإلغاء الأحكام العسكرية وحماية المصالح الأجنبية وغيرها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً