بعد الهزيمة في حرب ١٩٦٧م شعر العرب بالمرارة والذل وأحسوا بأن الشرق والغرب وكل القوى العالمية خذلتهم لصالح إسرائيل بل أحست أن رؤساءهم خذلوهم أيضا بتفرقهم واستبدادهم، فأراد القادة أن يسترجعوا شيئا من مكانتهم فجرى تنسيق بين مصر وسوريا على حرب إسرائيل، وفي ١٠ رمضان ١٣٩٣هـ / ٦ تشرين الأول ١٩٧٣م اجتازت القوات المصرية قناة السويس وانتقلت إلى الضفة الشرقية واقتحمت خط بارليف الذي أقامه اليهود على حدود شبه جزيرة سيناء الغربية والذي حصنوه جيدا ووضعوا أمامه تلا ترابيا ليحمي تحركهم عن أعين المصريين الراصدة، ولكن لم يتابع الجيش المصري تقدمه في سيناء لتحريرها ولم يتجه للمضائق ليغلقها بوجه اليهود، بل أخذ مواقع دفاعية على بعد عشرة كيلومترات من شاطئ القناة الشرقي داخل سيناء، فنقلت إسرائيل قواتها من الجبهة المصرية إلى الجبهة السورية بكل ثقلها واتخذ الجيش المصري موقف المدافع مع إمكانيته أن يكون مهاجما قويا، حيث كان السوريون قد تقدموا إلى بحيرة طبريا مخلفة بعض القوات اليهودية وراءها فاستطاع اليهود أن يصلوا إلى قرى جديدة حتى وصلوا إلى سعسع التي تبعد عن العاصمة دمشق فقط أربعين كيلو تقريبا، وحصل تراجع للقوات السورية في موقع وصمود في موقع آخر والإعلام يظهر الجانب الصامد فقط، واستطاع الإسرائيليون أن يكبدوا الجبهة السورية خسائر كبيرة وإن تظاهر السوريون بتحرير بعض الأراضي التي تراجع عنها الإسرائليون ولكنهم لم يتراجعوا عن المناطق الاستراتيجية كرؤوس الجبال على طول الجبهة السورية، ثم في ٢٠ رمضان عبرت عدة دبابات يهودية قناة السويس في منطقة الدفرسوار وفتحت ثغرة في القوات المصرية ثم انتشرت على طول القناة على الضفة الغربية وحاصرت مدن القناة وحجزت القوات المصرية في سيناء، ثم تقدم وزير خارجية أمريكا كسينجر لوقف إطلاق النار في ١٤ شوال / ٩ تشرين الثاني فتمت الموافقة على فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل في ٢٤ ذي الحجة / ١٧ كانون الثاني ١٩٧٤م أما سوريا فقد تمت الموافقة منها على فض الاشتباك بعد ستة أشهر من موافقة مصر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً