[قتال القوات العراقية للأكراد أثناء الحرب الإيرانية (حادثة حلبجة).]
العام الهجري:١٤٠٨
الشهر القمري:رجب
العام الميلادي:١٩٨٨
تفاصيل الحدث:
دخلت العراق في حرب مع إيران ولكن لم تكن هي الجبهة الوحيدة التي يقاتل عليها العراقيون في ذلك الوقت فقد كانت مشكلة الأكراد ما تزال قائمة بل وبينهم قتال ولما كانت العراق لا تستطيع أن تقاتل على جبهتين معا لجأت إلى المباحثات مع جلال الطالباني رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردي ووقف القتال، فتم التفاهم معه في ربيع الأول ١٤٠٤هـ / كانون الأول ١٩٨٣م على إطلاق تسعة وأربعين سجينا سياسيا وعودة ثمانية آلاف عائلة كردية إلى مناطقها في كردستان بعد أن كانوا أجبروا على الإقامة بجنوب العراق وشمول منطقة الحكم الذاتي للأكراد على منطقة كركوك الغنية بالنفط وإعطاء نسبة ثابتة للأكراد من النفط تتراوح بين عشرين إلى ثلاثين بالمائة، ثم بعد فترة تغير موقف الرئيس العراقي صدام حسين تجاه الاتحاد الوطني الكردي والحزب الشيوعي الكردي بعد الدعم الدولي للعراق فعاد لاستئناف الحوار بشكل جدلي، وحاولت العراق التفاهم مع تركيا للقضاء على المقاومة الكردية وبالتالي رفض حزب الاتحاد الوطني الكردي العرض العراقي بالعفو عن السياسيين فانهارت المفاوضات حول الحكم الذاتي وعاد القتال معهم ثانية بعد أن توقف لأكثر من عام، ثم لما أخذ التهديد الإيراني يقل عام ١٤٠٧هـ ركزت العراق اهتمامها على الشمال حيث سيطر الأكراد على عشرة آلاف كيلو مترا مربعا فاتخذت الحكومة سياسة الأرض المحروقة فدكت أكثر من ثمانمائة قرية كردية على طول الحزام الأمني مع إيران وأجبرت أعدادا كبيرة على المغادرة والانتقال للجنوب واستمر هذا حتى منتصف عام ١٤٠٨هـ، ثم في بداية النصف الثاني منه نجح الأكراد في شن غارات على الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة فقامت العراق بهجمة انتقامية ضد بلدة حلبجة وقتلت أربعة آلاف كردي، وقد اندمجت التنظيمات الكردية مع بعضها في سبيل الوقوف المشترك في وجه الحكومة العراقية وهم ستة أحزاب، ثم في أواخر السنة بعد أن بدأت أمور الحرب مع إيران تنتهي خصص ما يقرب من سبعين ألف جندي لإنهاء المسألة الكردية واستعملت الأسلحة الممنوعة دولياً فهرب أكثر من مائة ألف كردي إلى إيران وتركيا، ثم في الخامس من صفر ١٤٠٩هـ / ١٦ أيلول ١٩٨٨م صدر عفو عام ودعت الحكومة العراقية الأكراد للعودة إلى الوطن خلال ثلاثين يوما ووعدت بإطلاق المعتقلين وفعلا رجع للبلاد ما يقرب من ستين ألف كردي تم توزيعهم على المناطق العراقية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً