يبدو أن الظروف العالمية عام ١٩٣٧م بدأت تنذر بنشوب الحرب العالمية الثانية فاتخذت الدول الغربية بعض الاحتياطات ضد ألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد السوفييتي، وكان من جملة التدابير المتخذة عقد (ميثاق سعد آباد) في الثامن من تموز عام ١٩٣٧م في إيران .. وساهم عقد هذا الميثاق في التقارب العراقي الإيراني، حيث عقدت المعاهدة عام ١٩٣٧بين العراق، تركيا، أفغانستان وإيران تحت إشراف بريطانيا، ثم توالى عقد معاهدات أخرى، فعقدت معاهدة صداقة ومعاهدة حل الاختلافات بالطرق السلمية. وأبرز ما جاء في المعاهدة: تعديل الحدود في شط العرب بمنح إيران سبعة كيلو مترات وثلاثة أرباع الكيلو متر أمام عبادان. وحققت المعاهدة لإيران حق استخدام شط العرب والانتفاع منه دون إذن عراقي كما كان قبل توقيع المعاهدة. ومنح الدولتين حق تقرير الضرائب المالية والفنية المتعلقة بشط العرب .. وتقضي المادة الثالثة من المعاهدة بتأليف لجنة مشتركة من البلدين لنصب دعائم الحدود التي كانت قد عينتها اللجنة المشتركة عام ١٩١٤م، باشرت اللجنة الجديدة أعمالها عام ١٩٣٨م لكنها توقفت عام ١٩٤٠م ويبدو أن اندلاع الحرب العالمية الثانية كان أحد أسباب توقف عمل اللجنة، وظلت مشكلة الحدود قائمة. وكان من آثار المعاهدة وأد كل حركة تحرر كردية في مهدها فتقول إحدى موادّه: إن كلاً من الأطراف الموقعة، تتعهد باتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون قيام أي نشاط لعصابات مسلحة، أو جمعيات، أو منظمات، تهدف إلى إطاحة المؤسسات الحالية، التي تتحمل مسؤولية المحافظة على النظام والأمن، في أي جزء من حدود الأطراف الأخرى، علما أنه انتهى أثر ذلك الميثاق بنشوب الحرب العالمية الثانية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً