الزعيم المغربي علال الفاسي، مؤسس حزب الاستقلال المغربي، أحد منظري فكرة المغرب العربي الكبير، وأحد المنادين بضم موريتانيا إلى المغرب، من منطلق إسلامي عروبي. ولد في ٨ من المحرم ١٣٢٨هـ في مدينة فاس المغربية، شارك في الدفاع عن قضية تزويد مدينة فاس بالماء، وكانت سلطات الاحتلال الفرنسي تحاول حرمان السكان منها، وساعد عبد الكريم الخطابي في جهاده ضد الاحتلال الفرنسي، ودفعته همته إلى تأليف جمعية أطلق عليها (جمعية القرويين لمقاومة المحتلين) وكان الفرنسيون قد أصدروا قرارا عرف بـ (الظهير البربري) يهدف إلى فصل الأمة إلى فريقين، فجعل البربر غير خاضعين للقانون الإسلامي في نظام الأسرة والميراث، ودعا إلى إقصاء اللغة العربية من مدارس البربر، وأن تكون البربرية والفرنسية هما أداة التعليم، وكان الهدف من وراء ذلك فَرْنسة المغرب لغويا وسياسيا، وتعليم البربر كل شيء إلا الإسلام. ولم يقف علال الفاسي مكتوف اليد إزاء هذه التدابير الماكرة، فخرجت المظاهرات الحاشدة تندد بهذه السياسة الخبيثة، ثم سجن ولكن لم يلبث أن أفرج عنه ثم قبض عليه ونفي إلى خارج البلاد إلى الجابون، ولم يعد إلى وطنه إلا في سنة ١٣٦٦هـ ليواصل أداء دوره الناهض في عهد الملك محمد الخامس فتولى رئاسة حزب الاستقلال الذي أُنشئ من قبل، واختير عضوا رئيسا في مجلس الدستور لوضع دستور البلاد، ثم انتخب رئيسا له، وقدم مشروع القانون الأساسي، وشارك في وضع الأسس الأولى لدستور سنة ١٣٨٢هـ ودخل الانتخابات التي أجريت سنة ١٣٨٣هـ ودخل الوزارة، ومن مصنفاته: في التاريخ كتاب: (الحركات الاستقلالية في المغرب العربي) وكتاب: (المغرب العربي منذ الحرب العالمية الأولى) وكتاب (مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها) وكتاب: (دفاع عن الشريعة) وكتاب: (المدخل للفقه الإسلامي)، و (تاريخ التشريع الإسلامي)، وكتاب:(النقد الذاتي) وهو من أهم كتبه وقد تضمن معظم آرائه وتوجهاته الإصلاحية، وألف في ميدان الاقتصاد والاجتماع والوحدة والتضامن عدة كتب، منها:(معركة اليوم والغد)، و (دائما مع الشعب)، و (عقيدة وجهاد). توفي وهو في بوخارست عاصمة رومانيا، وهو يعرض على رئيسها انطباعاته عن زيارته التي قام بها وفد حزب الاستقلال المغربي برئاسته، ويشرح قضية المغرب وصحراء المغرب، ونضال الشعب الفلسطيني في سبيل نيل حريته وأرضه، بعد ظهر يوم الإثنين ٢٠ من ربيع الآخر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً