كان الأمير جقمق الأرغون شاوي الدوادار الثاني أمير الحاج فوقع بينه وبين أشراف مكة وقعة في خامس ذي الحجة، وخبر ذلك أن جقمق المذكور ضرب أحد عبيد مكة وحبسه، لكونه يحمل السلاح في الحرم الشريف، وكان قد منع من ذلك، فثارت بسبب ذلك فتنة انتهك فيها حرمة المسجد الحرام، ودخلت الخيل إليه عليها المقاتلة من قواد مكة لحرب الأمير جقمق وأدخل جقمق أيضاً خيله إلى المسجد الحرام، فباتت به تروث، وأوقد مشاعله بالحرم، وأمر بتسمير أبواب الحرم فسمرت كلها إلا ثلاثة أبواب ليمتنع من يأتيه، فمشت الناس بينهم في الصلح، وأطلق جقمق المضروب، فسكتت الفتنة من الغد بعدما قتل جماعة، ولم يحج أكثر أهل مكة في هذه السنة من الخوف.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً