قدم طلحة، والزبير، وعائشة البصرة، وبها عثمان بن حنيف الأنصاري والياً لعلي، فخاف وخرج منها، ثم سار علي من المدينة، وبعث ابنه الحسن، وعمار بن ياسر إلى الكوفة بين يديه يستنفران الناس، ثم إنه وصل إلى البصرة، فالتقى هو وجيش طلحة والزبير، ثم اصطلحت الفئتان، وكفوا عن القتال، على أن يكون لعثمان بن حنيف دار الإمارة والصلاة، وأن ينزل طلحة والزبير حيث شاءا من البصرة، حتى يقدم علي رضي الله عنه فخرج من الكوفة ستة آلاف، فقدموا على علي بذي قار، فسار في نحو عشرة آلاف، حتى أتى البصرة اصطف الفريقان، وليس لطلحة ولا لعلي رأسي الفريقين قصد في القتال، بل ليتكلموا في اجتماع الكلمة، فترامى أوباش الطائفتين بالنبل، وشبت نار الحرب، وثارت النفوس فالتحموا واشتد القتال أمام الجمل الذي عليه عائشة رضي الله عنها حتى عقر الجمل وقتل طلحة والزبير وحملت عائشة بهودجها إلى دار عبدالله بن خلف ثم سيرها علي إلى مكة في صحبة من النساء ثم ولي على البصرة عبدالله بن عباس بعد أيام من وقعة الجمل التي كان سببها الأصلي هو المطالبة بقتل قتلة عثمان وإقامة الحد عليهم ولم يكن القتال أصلا في بال أحد من الفريقين ولكن قدر الله وما شاء فعل ومعلوم أن طلحة والزبير وعلي ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة فرضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً