عُقد مؤتمر الدار البيضاء الدولي بالمغرب بدعوة من الملك محمد الخامس، ملك المغرب، في الفترة من ٣ - ٧ يناير عام ١٩٦١م، بعد عدة لقاءات واجتماعات بين ممثلي الدول الأفريقية، التي وقعت فيما بعد ميثاق المنظمة. اشترك في هذا المؤتمر ست دول، هي الجمهورية العربية المتحدة، والمغرب، وحكومة الجزائر المؤقتة، وغانا، وغينيا، ومالي. كما حضر المؤتمر مراقبان من ليبيا وسيلان، على الرغم من أن سيلان ليست دولة أفريقية. وكان الهدف من المؤتمر، تبادل وجهات النظر في المشاكل الأفريقية، والمشاركة الجماعية في تحرير دول القارة، ودعم الدول المستقلة. وكانت أهم القرارات التي اتخذها المؤتمر مساندة شعب الجزائر وحكومته المؤقتة، لتحقيق استقلاله. واستنكار الاستعمار الصهيوني، وضرورة حل قضية فلسطين حلاً عادلا يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، والاعتراف بالحقوق الفلسطينية. واستنكار التجارب الذرية، خاصة الفرنسية، التي تجرى على أراضي أفريقيا. وتأييد مطالب المغرب في موريتانيا. ووقع المجتمعون في نهاية المؤتمر ميثاقاً، لتنظيم العلاقات بينهم، يضمن أهم المبادئ التالية: مبدأ الوحدة الأفريقية، مبدأ عدم الانحياز، مبدأ محاربة الاستعمار القديم والجديد، بجميع أشكاله. مبدأ المحافظة على سيادة الدول ووحدة أراضيها، والتعاون بين الدول الأفريقية. وأنشأ ميثاق الدار البيضاء عدة لجان، لتنسيق العمل بين الدول الأعضاء، وتحقيق التعاون في جميع المجالات، وسمح ميثاق المجموعة بقبول عضوية كل دولة أفريقية، على أن يوافق الأعضاء على قبولها بالإجماع. وعلى الرغم من جميع هذه الإيجابيات، إلا أن الانسجام بين الدول الأعضاء لم يكن كاملاً. ولكن مع ذلك، فإن تشكيل هذا التجمع ساهم في نشر فكرة الوحدة الأفريقية، وإبراز الشخصية الأفريقية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً