كانت بنغلاديش جزءا من الهند في ظل الإسلام الذي وصل إلى تلك المنطقة في القرن العاشر الميلادي. وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر احتل المستعمر البريطاني القارة الهندية ومن ضمنها بنغلاديش وباكستان وجامو وكشمير تحت نير الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية في جنوب آسيا. ناضلت (الرابطة الإسلامية) التي ضمّت المسلمين في القارة الهندية تحت راية الكفاح ضد الاستعمار البريطاني وتوّج الإسلاميون نضالهم بقيام باكستان عام ١٩٤٧م وأصبحت بلاد البنغال تدعى باكستان الشرقية وجزء من دولة باكستان، وقامت الحكومة الباكستانية بمحاولات لإلغاء لغة الهندوس الأقلية الموجودة بين الأغلبية الإسلامية إلا أن قوة الديمقراطية قد حالت دون ذلك. وتشكل حزب سياسي بنغالي هو «رابطة عوامي أي حزب العامة» بزعامة مجيب الرحمن دعا فيه إلى استقلال بنغلاديش. وفي انتخابات ١٩٧٠م فاز هذا الحزب بأكثرية المقاعد في برلمان الباكستان. إلا أن الحكومة الباكستانية قامت بحل البرلمان مما أثار نقمة شعبية، فقام الجيش الباكستاني بقمعها واعتقل مجيب الرحمن. وفي عام ١٩٧١م اندلعت الحرب الكارثية بين الهند- التي كانت تساند انفصال بنغلاديش- والباكستان. نتيجة لهذه الحرب انتصر الجيش الهندي ودخل مدينة دكا وفي العام نفسه أعلن عن استقلال بنغلاديش وأصبح مجيب الرحمن أول رئيس جمهورية. وقتل مجيب الرحمن وأفراد عائلته عام ١٩٧٥م نتيجة انقلاب عسكري فتسلم الرئاسة أحمد مشتاق ثم بعد ذلك توالت سلسلة الانقلابات العسكرية فخلف مشتاق العميد خالد مشرف، ثم محمد صايم، ثم ضياء الرحمن والد رئيسة الوزراء خالدة ضياء. وأعلن الجنرال ضياء الرحمن منذ بداية حكمه، أنه سوف يحول نظام البلاد من الدكتاتورية إلى الديمقراطية. فأجرى انتخابات رئاسية عام ١٩٧٨م وفاز بها. واغتيل ضياء الرحمن في ٣٠ أيار ١٩٨١م وتلا ذلك انتخابات رئاسية فاز بها عبد الستار، مرشح الحزب الوطني البنغالي. وفي أواخر عام ١٩٨٣م أعلن قائد الجيش حسين محمد أرشاد نفسه رئيساً للدولة في ١٥ تشرين الأول عام ١٩٨٦م أعيد انتخاب الرئيس أرشاد. وفي عام ١٩٩٣م بدأت الأزمات السياسية الحادة بين رئيسة الوزراء خالدة ضياء والمعارضة بزعامة الشيخة حسينة واجد التي هددت بالاستقالة من البرلمان، ولكن عادت الشيخة حسينة وقبلت بوساطة رئيس البرلمان وسحبت تهديدها لكن الحياة السياسية في بنغلاديش طُبِعتْ بالسجال بين هاتين المرأتين منذ التسعينيات حتى الوقت الحاضر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً