توفي تاج الملوك بوري بن طغتكين، صاحب دمشق, كان كثير الجهاد، شجاعاً، مقداماً، سد مسد أبيه، وفاق عليه، وكان ممدحاً، أكثر الشعراء من مدحه، لا سيما ابن الخياط، وسبب موته أنه كان قد أصيب بجرح في قتاله مع الباطنية، فاشتد عليه، وأضعفه، وأسقط قوته، فتوفي في الحادي والعشرين من رجب، ووصى بالملك بعده لولده شمس الملوك إسماعيل ووصى بمدينة بعلبك وأعمالها لولده شمس الدولة محمد, فملك بعده شمس الملوك, وقام بتدبير الأمر بين يديه الحاجب يوسف بن فيروز، شحنة دمشق، وهو حاجب أبيه، واعتمد عليه، وابتدأ أمره بالرفق بالرعية، والإحسان إليهم، فكثر الدعاء له.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً