للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعثُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الرسل إلى الملوك.

العام الهجري:٧

الشهر القمري:محرم

العام الميلادي:٦٢٨

تفاصيل الحدث:

بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية كتب إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام, ولما أراد أن يكاتبهم قيل له: إنهم لا يقرءون كتابا إلا وعليه خاتم، فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة، نقشه: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان هذا النقش ثلاثة أسطر: محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، هكذا. واختار من أصحابه رسلاً لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك فبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ملك الروم فقرأ الكتاب ولم يسلم, وبعث عبدالله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك الفرس فلما قرئ الكتاب عليه مزقه، ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مزق الله ملكه)، وقد كان كما قال, وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة فلما أعطاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه، ووضعه على عينه، ونزل عن سريره على الأرض، وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك الإسكندرية, فأخذ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فجعله في حُقِّ من عاج، وختم عليه، ثم كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا, ولم يسلم, وأهداه جاريتين هما مارية، وشيرين، وبغلة تسمى دُلْدُل. وبعث عمرو بن العاص السهمي إلى جيفر وعياد ابني الجلندي الأزديين ملكي عمان، فأجابا إلى الإسلام جميعاً، وصدقا النبي صلى الله عليه وسلم, وبعث سليط بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي إلى هوذة بن علي الحنفي ملك اليمامة, فرد عليه رداً دون رد، وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك)، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين فلما أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم, وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك تخوم الشام, فلما بلغه الكتاب رمى به وقال: من ينزع ملكي مني؟ أنا سائر إليه, ولم يسلم. واستأذن قيصر في حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فثناه عن عزمه، فأجاز الحارث شجاع بن وهب بالكسوة والنفقة، ورده بالحسنى, وبعث المهاجر بن أبي أمية المخزومي إلى الحارث بن عبدكلال الحميري ملك اليمن وقد أسلم هو وأخواه جميعا.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>