قدم إلى مصر داع عجمي اسمه محمد بن إسماعيل الدرزي المعروف بأبي عبد الله أنوشتكين النجري الدرزي، واتصل بالحاكم فأنعم عليه، ودعا الناس إلى القول بإلهية الحاكم، فأنكر الناس عليه ذلك، ووثب به أحد الأتراك ومحمد في موكب الحاكم فقتله، وثارت الفتنة، فنهبت داره وغلقت أبواب القاهرة، واستمرت الفتنة ثلاثة أيام قتل فيها جماعة من الدرزية، وقبض على التركي قاتل الدرزي وحبس ثم قتل، ثم ظهر داع آخر اسمه حمزة بن أحمد، وتلقب بالهادي، وأقام بمسجد تبر خارج القاهرة، ودعا إلى مقالة الدرزي، وبث دعاته في أعمال مصر والشام، وترخص في أعمال الشريعة، وأباح الأمهات والبنات ونحوهن؛ وأسقط جميع التكاليف في الصلاة والصوم ونحو ذلك. فاستجاب له خلق كثير، فظهر من حينئذ مذهب الدرزية ببلاد صيدا وبيروت وساحل الشام، وقيل إن حمزة هو الدرزي كان درازا فنسب ذلك إليه مع أن أصل الفكرة من محمد بن إسماعيل، وقيل قدم رجل يقال له يحيى اللباد، ويعرف بالزوزني الأخرم، فساعده على ذلك.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً