توفي رئيس وزراء تركيا الأسبق نجم الدين أربكان عن عمر يناهز ٨٤ عاما وكان يخضع للعلاج في المستشفى منذ فترة. وقد وُلِدَ أربكان في ٢٩ أكتوبر ١٩٢٦م، وهو مهندس وسياسي تركي, تولى رئاسة حزب الرفاة ورئاسة وزراء تركيا من الفترة بين ١٩٩٦ و١٩٩٧ وقد عرف بتوجهاته الإسلامية. وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة أخن الألمانية في هندسة المحركات عام ١٩٥٦ وعمل أثناء دراسته في ألمانيا رئيسا لمهندسي الأبحاث في مصانع محركات "كلوفز - هومبولدت - دويتز" بمدينة كولونيا. وقد توصل أثناء عمله إلى ابتكارات جديدة لتطوير صناعة محركات الدبابات التي تعمل بكل أنواع الوقود. وأنشأ عام ١٩٧٠ بدعم من الحركة النورسية حزب النظام الوطني الذي كان أول تنظيم سياسي ذا هوية إسلامية تعرفه الدولة التركية الحديثة منذ زوال الخلافة عام ١٩٢٤. ولم يصمد حزبه (النظام الوطني) سوى تسعة أشهر حتى تم حله بقرار قضائي من المحكمة الدستورية، فقام أربكان بتأسيس حزب السلامة الوطني عام ١٩٧٢، وشارك في الانتخابات العامة وفاز بخمسين مقعدا كانت كافية ليشارك في مطلع عام ١٩٧٤ في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك. وقد تولى أربكان منصب نائب رئيس الوزراء، وحاول ضرب بعض من أخطر مراكز النفوذ الداعمة للنهج العلماني، فقدم بعد تشكيل الحكومة بقليل مشروع قرار للبرلمان بتحريم الماسونية في تركيا وإغلاق محافلها، وأسهم في تطوير العلاقات مع العالم العربي، وأظهر أكثر من موقف مؤيد صراحة للشعب الفلسطيني ومعاد لإسرائيل، وبعد خروجه من الحكومة قدم حزب أربكان مشروع قانون إلى مجلس النواب في صيف عام ١٩٨٠ يدعو الحكومة التركية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وأتبع ذلك مباشرة بتنظيم مظاهرة ضخمة ضد القرار الإسرائيلي بضم مدينة القدس، كانت المظاهرة من أضخم ما شهدته تركيا في تاريخها المعاصر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً