ولد السلطان أبي العباس الأعرج سنة إحدى وتسعين وثمانمائة وبويع بولاية العهد من أبيه سنة ثمان عشرة وتسعمائة ولما توفي أبوه اجتمع الناس على بيعته من سائر الآفاق وآتوه طاعتهم عن رضا منهم، فاستقام أمره وصرف عزمه إلى تمهيد البلاد واقتناء الأجناد وتعبئة الجيوش إلى الثغور وشن الغارات على العدو في الآصال والبكور في أحواز تيلمست وآسفي وغيرهما. وكان النصارى قد خيموا بشاطئ البحر وعاثوا في تلك السواحل فأجلاهم عنها وطهر تلك البقاع من رجسهم وأراح أهلها من منهم وهنا بَعُدَ صيته وانتشر في البلاد ذكره وأهرع الناس إليه من كل جانب ودخلت في طاعته سائر البلاد السوسية فعند ذلك كاتبه أمراء هنتاتة ملوك مراكش يخطبون أمره ويرومون الدخول في طاعته فأجاب داعيهم وانتقل إلى مراكش فدخلها واستولى عليها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً