حاول البرتغاليون كذلك عقد هدنة مع السعديين كما فعلوا مع خصومهم الوطاسيين، فبعثوا وفداً إلى مراكش للتفاوض مع المولى أحمد الأعرج الذي استجاب لذلك، لأنه كان في حاجة إلى تنظيم أمور دولته الناشئة سيما بعد الانتصارات التي حققها ضد خصومه الوطاسيين في موقعة بير عقبة واتفق البرتغاليون مع السعديين لعقد هدنة بينهما في ٢٥ ذي القعدة من هذه السنة, لمدة ثلاث سنوات، مع إقامة تبادل تجاري بين رعايا الطرفين, وكان هدف البرتغاليين من التقرب مع الوطاسيين والسعديين هو الحيلولة دون قيام تعاون حقيقي بين العثمانيين من ناحية والوطاسيين والسعديين من ناحية أخرى، لأن أي تعاون من هذا القبيل معناه تهديد لمصالح شبه الجزيرة الأيبرية في المغرب، والأهم من ذلك خوف أسبانيا والبرتغال من تقدم الدولة العثمانية داخل شبه الجزيرة الأيبرية، وتحقيق هدفها في استرداد الأندلس.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً