ولد الشيخ عبدالعزيز في الرياض في الثاني عشر من ذي الحجة سنة ١٣٣٠هـ ونشأ في بيئة علم وصلاح، حفظ القرآن قبل أن يبلغ سن البلوغ وكان قد بدأ يضعف بصره إثر مرض أصابه في عينيه حتى فقد بصره نهائيا سنة ١٣٥٠هـ فزاد ذلك من همته لطلب العلم ملازما العلماء بذكاء مفرط وذاكرة حادة وسرعة بديهة واستحضار لمسائل العلم مع ما أوتي من فراسة وكان متواضعا زاهدا حليما واسع الصدر كريم الأخلاق، وبرز رحمه الله في علوم شتى في التوحيد والتفسير والفقه والأصول والحديث والفرق والمذاهب، وكان رحمه عالما ربانيا تلقى علومه على يد عدد من المشايخ مثل الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ والشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وغيرهم، وكان قد عين قاضيا في الخرج ثم الدلم، ثم أصبح بعد وفاة المفتي ابن إبراهيم مفتيا للملكة العربية السعودية، وكان قد تولى التدريس بعد القضاء في المعهد العلمي بالرياض سنة ١٣٧٢هـ ثم أصبح رئيسا للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سنة ١٣٩٥هـ بعد أن كان نائبا لرئيسها الأسبق ابن إبراهيم، كانت حياته مليئة بالعلم والتعليم قدم للأمة الإسلامية خلالها من علمه وفقهه ما نفع الله به المسلمين مما جعله إمام عصره بحق، وقد ترك تراثا كبيرا من الأشرطة المسموعة التي تزخر بالعلوم من فتاوى وشروح ودروس في الفقه والتوحيد وغيرها من فنون الإسلام، ومؤلفاته وغالبها من الكتيبات شاهدة على صفاء ذهنه وعلمه وقد جمعت رسائله وفتاواه في مجلدات، أما وفاته فقد كان يشكو من عدة أمراض رحمه الله ثم في ليلة الخميس ضاق نفسه حتى نقل إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف حيث توفي هناك في السابع والعشرين من محرم ١٤٢٠هـ ثم صلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة الجمعة ودفن في مقبرة العدل، رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً