الخميني قائد الثورة الإيرانية، ومنشئ الحكومة الإسلامية الشيعية التي أسقطت حكم الشاه، وصاحب نظرية ولاية الفقيه، واسمه بالكامل روح الله بن مصطفى موسوي، ولد في ٢٩ جمادى الأولى سنة ١٣١٨هـ ٢٤ سبتمبر ١٩٠٠م بقرية «خمين» بإيران، وكان أبوه من علماء الشيعة، وقد قتل على يد أحد الإقطاعيين والخميني عمره سنة واحدة، فتكفلت أمه برعايته هو وأخيه الأصغر «باسند» ودفعت بهما لطريق العلم الشيعي، ولما توفيت أمه وهو في الثامنة عشرة، انتقل هو وأخوه للإقامة قريبًا من مدينة «قم» الشهيرة والتحق بالحوزة العلمية للشيخ عبد الكريم حيارى، وتدرج معه في العلوم الشيعية وتخصص في الفلسفة والمنطق؛ وعندما حاول الشاه إخضاع ثورة علماء الشيعة وعلى رأسهم الخميني، فأصدر قرارًا بأخذ بعض أملاك الحوزة الدينية، ثار الخوميني، وألقى خطبًا ملتهبة أشعلت الأوضاع داخل إيران ووقعت مصادمات عنيفة راح ضحيتها الآلاف وذلك سنة ١٣٨٤هـ، وبعدها تم نفي الخميني، والذي انتقل من بلد لآخر، فذهب أولاً إلى تركيا فلم يمكث فيها أكثر من عام، ثم اتجه إلى العراق وأقام بالنجف من سنة ١٣٨٥هـ ـ ١٩٦٥م، ومن هناك قاد الخميني الثورة والمعارضة من خلال شرائط الخطب والدروس التي كانت تؤجج مشاعر الناس، وقد نجح الخميني في استغلال الظروف والحوادث لصالح ثورته، حتى توج ثورته بالعودة لإيران سنة ١٣٩٩هـ، ودخل طهران دخول الفاتحين، وفر الشاه من البلاد، وقد استقبل الخميني في المطار ستة ملايين إيراني، وكان في الثمانين من العمر وقتها وأعلن وقتها قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنه لن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية، بل سيظل مرشدًا للثورة، والمرجعية الشيعية الأولى لشيعة العالم، ولكنه في نفس الوقت جعل في إدارة دفة الحكم رجالاً من أخلص أعوانه ينفذون سياساته وأفكاره. وأخذ الخميني في تطبيق مبدأ ولاية الفقيه وأظهر تعصبه الشديد للتشيع، وأعلن أن أهل السنة ما هم إلا أقلية ليس لهم أن يشتركوا في السلطة على الرغم من أن نسبتهم كانت تزيد على ٣٠% من إجمالي السكان، كما أظهر الخميني عن عزمه على نشر مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية للدول المجاورة، وذلك بتشجيع الأقليات الشيعية الموجودة بدول الخليج، وتبنى مواقف متشددة تجاه أمريكا وإسرائيل، وتشجيع الجهاد الفلسطيني وإصدار فتاوى ضد الملاحدة أمثال سلمان رشدي. وكان الخميني ذا شخصية استبدادية لا يسمح بظهور أي رجل بجواره، فاصطدم مع بني صدر رئيس الجمهورية وعزله، وآية الله منتظري خليفته وعزله، وكان الخميني يرى في نفسه العصمة على اعتبار أنه نائب الإمام المعصوم الغائب، ولقد تعرض لعدة محاولات للاغتيال ولكنه نجا منها جميعًا حتى أتاه قدره المعلوم في ٢٩ شوال ١٤٠٩هـ.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً