تم تأسيس مدينة فاس في نهاية القرن الثاني للهجرة على يد إدريس الأول وليس إدريس الثاني كما هو شائع، فقد ورد الحديث عن فاس، لأول مرة في التاريخ، في القرن الثالث الهجري. على لسان بعض الجغرافيين المشارقة، كانت مدينة فاس عاصمة للأدارسة وتنقسم إلى عدوتين متناحرتين: عدوة الأندلس وعدوة القرويين. وفي القرن الرابع الهجري ورد كلام آخر عن مدينة فاس بقلم أبي بكر أحمد بن محمد الرازي المتوفى سنة ٣٤٤هـ في كتابه وصف الأندلس تشير إلى تاريخ وصول إدريس الأول إلى وليلي وبنائه لمدينة فاس. وفي نفس القرن وردت إشارات أخرى على لسان الجغرافي المشرقي ابن حوقل، في سياق وصفه لإفريقيا الشمالية، من كتابه المسالك والممالك. وفي القرن الخامس الهجري أورد أبو عبيد البكري معلومات مفصلة شيئا ما عن مدينة فاس وأورد أخبارا مفيدة عن تاريخ الأدارسة بصفة عامة، استقاها من عدد من المصادر الأموية المفقودة ومن عدد من الرواة السابقين لعصره وفي عهد الموحدين في القرن السادس أورد الشريف الإدريسي المتوفى سنة ٥٦٠هـ، وصفا آخر لفاس في كتابه نزهة المشتاق، غير أنه مفرط في القصر، ولا يفيد كثيرا في التعرف على ملامح هذه المدينة من الناحية العمرانية، لم تتحدث المصادر التاريخية، عن الأدارسة وعاصمتهم فاس، بصورة مفصلة، إلا ابتداء من أواسط عهد بني مرين، أي بعد مرور أكثر من خمسة قرون على تاريخ وصول إدريس الأول إلى المغرب سنة ١٧٠هـ
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً