توفي الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه بالربذة، وكان قد أوصى امرأته وغلامه حين حضرته الوفاة بقوله:(إذا مت فاغسلاني, وكفناني, ثم احملاني فضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر). فلما مات فعلوا به كذلك، فطلع ركب, فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره، فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة، فقال: ما هذا؟ فقيل: جنازة أبي ذر، فاستهل ابن مسعود يبكي، ثم غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه، فلما أرادوا أن يرتحلوا قالت لهم ابنته:(إن أبا ذر يقرأ عليكم السلام, وأقسم ألا تركبوا حتى تأكلوا)، ففعلوا، وحملوهم حتى أقدموهم إلى مكة، ونعوه إلى عثمان رضي الله عنه فضم ابنته إلى عياله. وجاء في رواية: « ... فلما دفناه دعتنا إلى الطعام وأردنا احتمالها, فقال ابن مسعود: أمير المؤمنين قريب نستأمره، فقدما مكة فأخبرناه الخبر، فقال:(يرحم الله أبا ذر، ويغفر له نزوله الربذة)، ولما صدر خرج، فأخذ طريق الربذة، فضم عياله إلى عياله، وتوجه نحو المدينة وتوجهنا نحو العراق.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً