كان فيصل بن الحسين ثالث الأبناء قد نصب ملكا على سوريا الجزء الأكبر من بلاد الشام لكنه لم يلبث أن طرد في العاشر من ذي القعدة ١٣٣٨هـ / ٢٥ تموز ١٩٢٠م عندما دخل الفرنسيون إلى سوريا، وكانت إنكلترا بعد أن نكثت كل العهود التي أعطتها للشريف حسين ظنت أن فيصلا أنسب أبنائه لحكم العراق التي كانت تحت سيطرتها، فكتب وزير الخارجية الإنكليزي كرزون إلى نائب الحاكم الملكي في العراق يسأله عن هذا الرأي فرد النائب باقتراح أحد هؤلاء: هادي العمري، نقيب أشراف بغداد عبدالرحمن الكيلاني، أحد أبناء الحسين بن علي، أحد أفراد الأسرة الخديوية في مصر، مع ترشيحه هو لهادي العمري، فدعت الحكومة البريطانية فيصلا لزيارة لندن وقابل الملك جورج الخامس وعرض عليه ملك العراق ولكنه أبدى اعتراضا وهو أن أخاه عبدالله رشحه الشاميون لملك العراق فقام لورنس بالتفاوض مع عبدالله أن يأخذ هو ملك الشام ويترك ملك العراق لأخيه فيصل فوافق، ثم قام برسي كوكس ممثل الحكومة البريطانية في العراق بتشكيل حكومة وطنية فكونت بمساعدة عبدالرحمن الكيلاني وكون مجلس شورى، ثم قبل تنصيب الملك فيصل على العراق ساومه ونستون تشرشل على أن يكون بينهما معاهدة يعني بين العراق وإنكلترا تقوم مقام الانتداب وتؤدي غرضه يعني في تحقيق مصالح إنكلترا في العراق، ثم ليبدو الأمر ليس مفروضا على العراق لأن المرشحين لمنصب الملك على العراق كثر هذا مع أنه قد اقترح غير النظام الملكي لكن إنكلترا رأت أن النظام الملكي حاليا أنسب لوضع العراق، ثم أخذت بإشاعة الخبر والدعاية لفيصل في العراق ثم صرحت الحكومة البريطاني بموافقتها على ترشيحه ثم بعد أن انتهت التمهيدات سافر فيصل إلى العراق على متن الباخرة البريطانية نورث بروك في ميناء البصرة في السابع عشر من شوال ١٣٣٩هـ / ٢٣ حزيران ١٩٢١م فاستقبل استقبالا حارا ثم سافر إلى بغداد وكلما مر على قرية عملت له الاحتفالات ووصل إلى بغداد في ٢٣ شوال ١٣٣٩هـ / ٢٩ حزيران ١٩٢١م وبايعه مجلس الوزراء في الخامس من ذي القعدة من العام نفسه / ٥ تموز وأعدت وزارة الداخلية صورة لمضبطه يعلن فيها الأهالي تأييدهم، وتوج ملكا على العراق في يوم ١٨ ذي الحجة ١٣٣٩هـ / ٢٣ آب ١٩٢١م
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً