[وفاة السلطان المؤيد شيخ المحمودي وتولي ابنه المظفر أحمد بعده.]
العام الهجري:٨٢٤
الشهر القمري:محرم
العام الميلادي:١٤٢١
تفاصيل الحدث:
استهل المحرم والسلطان المؤيد ملازم للفراش، وقد أفرط به الإسهال الدموي مع تنوع الأسقام وتزايد الآلام، بحيث إنه لم يبق مرض من الأمراض حتى اعتراه في هذه الضعفة، غير أنه صحيح العقل والفهم طلق اللسان، وقد اشتد الأمر بالسلطان من الآلام والإرجاف تتواتر بموته، والناس في هرج إلى أن توفي قبيل الظهر من يوم الاثنين تاسع المحرم فارتج الناس لموته ساعةً ثم سكنوا، وطلع الأمراء القلعة وطلبوا الخليفة المعتضد بالله داود والقضاة والأعيان لإقامة الأمير أحمد بن السلطان المؤيد في السلطنة وكان أبوه قد عهد له بذلك، فخلع عليه فتسلطن ثم أخذوا في تجهيز السلطان الملك المؤيد وتغسيله وتكفينه وصلي عليه خارج باب القلعة، وحمل إلى الجامع المؤيدي فدفن بالقبة قبيل العصر، ولم يشهد دفنه كثير أحد من الأمراء والمماليك لتأخرهم بالقلعة، ومات وقد أناف على الخمسين، وكانت مدة ملكه ثماني سنين وخمسة أشهر وثمانية أيام، أما السلطان الجديد فهو الملك المظفر أبو السعادات أحمد بن المؤيد شيخ وعمره سنة واحدة، وثمانية أشهر، وسبعة أيام، وأركب على فرس من باب الستارة، فبكى، وساروا به وهو يبكي إلى القصر، حيث الأمراء والقضاة والخليفة، فقبلوا له الأرض، ولقبوه بالملك المظفر أبي السعادات، وقام الأمير ططر بأعباء الدولة، وخلع عليه لالا للسلطان وكافله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً