[هدنة مدروز واستسلام الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.]
العام الهجري:١٣٣٧
الشهر القمري:محرم
العام الميلادي:١٩١٨
تفاصيل الحدث:
تدهورت الأوضاع العسكرية للدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وسيطر البريطانيون على العراق والشام، واحتل الفرنسيون شمالي بلاد الشام، وسيطر الحلفاء على استانبول والمضايق التركية، ولما رأى قادة "الاتحاد والترقي" هذه الهزائم قدّم طلعت باشا رئيس الوزراء استقالة وزارته؛ فتألفت وزارة جديدة برئاسة أحمد عزت باشا، وذهب كلٌّ من طلعت باشا وأنور باشا وغيرهما إلى ألمانيا. وأرسلت الحكومة الجديدة وفدا وزاريا إلى مدينة مدروز في بحر إيجه بين اليونان وتركيا لمفاوضة الإنجليز على شروط الهدنة، وأرجأ الإنجليز الاجتماع النهائي لمدة أسبوعين حتى تتمكن قواتهم من احتلال الموصل وحلب. وعقدت هدنة مدروز في (٢٥ من محرم ١٣٣٧هـ= ٣١ من أكتوبر ١٩١٨م)، ونصت على استسلام الدولة العثمانية دون قيد أو شرط، وهو ما لم يحدث بالنسبة لألمانيا، وبدأت القوات العثمانية في إلقاء سلاحها، وبدأت عمليات الاحتلال طبقا للاتفاقيات، ووقعت الأستانة تحت الاحتلال المشترك للحلفاء تحت قيادة الأميرال البريطاني "كالثورب". واستيقظ المسلمون على هذا الكابوس المزعج، وهو سقوط دولة الخلافة واحتلالها، وزاد من كآبة هذه الفاجعة سعي الأقليات الدينية لخدمة مصالحها، خاصة الأرمن واليونانيين، وجرت مذابح ضد المسلمين، وظهرت روح بغيضة من التشفي ضد المسلمين؛ فالجنرال اللنبي قال حين دخل القدس:"الآن انتهت الحروب الصليبية"، أما اليونان فقدموا للقائد الفرنسي فرنشية دسيراي الذي دخلت قواته الأستانة جوادا أبيض ليقلد محمدًا الفاتح عند دخول القسطنطينية. وبعد هدنة مدروز وصل الجنرال اللنبي القائد الإنجليزي إلى استانبول، وطلب من الحكومة التركية تعيين مصطفى كمال قائدا للجيش السادس بالقرب من الموصل.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً