لما سار يوسف بن تاشفين سنة ٤٨٣هـ إلى الأندلس رأى فيها ما أطمعه بالرجوع إليها فقد رأى كيف تفرقت بين أيدي ما يعرف بملوك الطوائف فكل قطعة بيد أمير وبعضهم بل جلهم يدفع جزية للفرنج بعد أن كان العكس، فقام في هذا العام بإعداد العدة وجهز الجيوش وسار إلى الأندلس فقام أولا بالاستيلاء على غرناطة واعتقل أميرها عبدالله بن بلكين بن حبوس الصنهاجي، وأرسله إلى أغمات بإفريقيا حتى مات فيها، ثم قام بإرسال حامية إلى مالقة وقبض على أميرها تميم بن أخي عبدالله، وأرسله إلى السوس بإفريقيا ثم عفا عنه فسكن مراكش، ثم استولى يوسف على بطليوس وقبض على أميرها عمر بن الأفطس وقتله ثم استرد بلنسية من الفرنج وعاد بعد ذلك إلى سبتة يراقب العمليات الحربية التي أوكلها إلى قائد جيشه سير بن أبي بكر اللمتوني، ولم يترك من ملوك الأندلس سوى بني هود، فإنه لم يقصد بلادهم، وهي شرق الأندلس، وكان صاحبها حينئذ المستعين بالله بن هود.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً