اتفق وقت العصر من يوم الثلاثاء سابع عشره حدوث زلزلة استمرت ثلاثة أيام بلياليها، لا تهدأ، فسقط سور المدينة، وخربت عامة دورها، بحيث لم يبق بها دار إلا سقطت أو هدم بها شيء، وانقطع من جبل قطعة في قدر نصف هرم مصر، وسقطت إلى الأرض، وتفجرت عدة أعين من وادي الأزرق، وانطمت عدة أنهر، وكانت الزلزلة تأتي من جهة المغرب إلى جهة المشرق، ولها دوي كركض الخيل، ثم امتدت الزلزلة بعد ثلاثة أيام مدة أربعين يوماً، تعود كل يوم مرة أو مرتين وثلاث وأربع، حتى خرج الناس إلى الصحراء، ثم تمادت سنة، وقدم الخبر بحدوث زلزلة عظيمة ببلاد الروم، حدثت يوم كسف الشمس، خسف منها قدر نصف مدينة أرزنكان، هلك فيها عالم كثير، وانهدم من مباني القسطنطينية شيء كثير، وكان ابن عثمان قد بني في برصا قيسارية وعدة حوانيت، خسف بها وبما حولها، فهلك خلق كثير، لم يسلم منهم أحد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً