بعد أن سيطر الروس تماما على سيبيريا عام ١٠٧٨هـ أصبحت تركستان تحدهم من جهة الجنوب حيث تمتد سهوب القازاق الواسعة والتي تعد قليلة السكان الأمر الذي أغراهم بها، ولكن كان قبل ذلك انصب همهم على القفقاس فما أن انتهوا من أمر القفقاس وأصبحت تحت قبضتهم حتى توجهوا إلى تركستان فسيطروا على سواحل بحر الخزر الشمالية والشرقية عام ١٢٤٩هـ ثم تابعوا تقدمهم نحو نهر سيحون واحتلوا طاشقند وسمرقند ووصلوا حتى نهر جيحون أي فصلوا بين الأراضي التابعة لخانية خوقند والأراضي التابعة لخانية بخارى، وتوقفوا عند نهر جيحون ولا يزال الحد الفاصل بين الإمبراطورية الروسية وبلاد الأفغان وذلك في المدة ١٢٧٠هـ إلى ١٢٨٦هـ، ثم توسعوا نحو الجنوب على سواحل بحر الخزر الشرقية ليحيطوا بخانية خوارزم من جهة الغرب، ولم يبق أمام الاستعمار الروسي إلا هذه الخانيات الثلاث خوقند وبخارى وخوارزم إضافة إلى بلاد الطاجيك وبلاد التركمان وبدؤوا بخانية خوقند التي أصبحت منعزلة عن الخانيتين الأخريين ففرضوا سيطرتهم عليها عام ١٢٩٣هـ ثم اتجه الروس إلى خانية بخارى ففرضوا سيطرتهم عليها عام ١٣٠٣هـ وتابعوا سيرهم إلى بلاد التركمان فدخلوها في العام نفسه بعد مقاومة عنيفة مدافعين عن عاصمتهم مرو دفاعا مجيدا، وهكذا أصبحوا على حدود إيران، وعزلوا خوارزم التي بقيت وسط البلاد الخاضعة أو المحمية للروس فدخلوها عام ١٣٠٦هـ وتوجهوا بعدها إلى بلاد الطاجيك فأخضعوها عام ١٣١١هـ.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً